روائع مختارة | روضة الدعاة | أدب وثقافة وإبداع | قل.. ولا تقل

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > أدب وثقافة وإبداع > قل.. ولا تقل


  قل.. ولا تقل
     عدد مرات المشاهدة: 6251        عدد مرات الإرسال: 0

1. قل: باع الدار وما سواها من العقار؛ ولا تقل: باع الدار وسواها من العقار؛ وقل: كلمت فلانًا ومن سواه من الجماعة؛ ولا تقل: كلمت فلانًا وسواه من الجماعة.

قال: وذلك لأن (سوى) من الأسماء المستعملة للاستثناء، المقصورة عليه؛ واللغة تؤخذ بالسماع، ما دام موجودًا؛ فإذا فقد السماع جاز القياس؛ فإن ورد السماع والقياس، فالقياس مؤيد للسماع؛ وكلمة (سوى) لا تستعمل مبتدأ ولا فاعلًا ولا نائب فاعل [ولا مفعولًا به] في نثر الفصحاء من أمة العرب؛ ولا يجوز إخراجها عما وضعت [له] إلا في ضرورة الشعر.

2. قل: ورق ثخين، وشي ثخين؛ ولا تقل: ورق سميك، ولا شيء سميك؛ وذلك لأن السموك هو العلو والسمو والارتفاع؛ فالسميك – على حسبان أنه موجود في اللغة – العالي والرفيع.

3. قل: هذا ردُّ ردٍّ، أو: ردٌّ على رادٍّ، وهذا ردُّ نقدٍ، أو ردٌّ على ناقد؛ ولا تقل: هذا ردٌّ على ردٍّ، ولا: هذا ردٌّ على نقد؛ وذلك لأنك تقول: (رددت الكلام القبيح على صاحبه)، ولا تقول: (رددت على الكلام القبيح)؛ فالكلام هو المردود لا صاحبه؛ فينبغي أن يتعدى الفعل إليه.

وتستعمل (على) لصاحب الكلام المردود؛ لأن في الرد نوعًا من الأذى، ألا ترى أنه يقال في الأذى: (رددت عليه قوله)، وفي النفع: (رددت إليه ماله وحقه المسلوبين)؛ قال تعالى في قصة موسى عليه السلام: (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {13}‏) [القصص]----.

وتأتي "ردَّ "بمعنى عطفَ، كقول الشاعر:

ردوا عليَّ شوارد الأظعان

أي اعطفوها عليّ، فلذلك جاز استعمال "على"؛ وهو تعبير خاص بالأظعان وأمثالها.

4. قل: زوّده زادًا وكتابًا وشيئًا آخر، وتزوّدَ هو زادًا وكتابًا وشيئًا آخر؛ ولا تقل: زوّده بزاد وبكتاب وبشيء [آخر]، ولا: تزود هو بها، إلا في الشعر؛ وذلك لأن الأصل في استعمال "زوّده "و "تزوّده "أن يكونا مقصورين على الزاد.

أي على الأصل الذي اشتقا منه، فكانت العرب إذا قال القائل منهم: زودوه، عُلم منه: اعطوه زادًا؛ ثم تطورت اللغة من الحقيقة إلى المجاز، واختلفت الأزودة، فوجب تمييز نوع الزاد، فقيل: زوّده شيئًا، وتزود هو شيئًا، بنصب الإسمين في الجملتين؛ والدليل على ما قلت هو منقول اللغة----.

5. قل: حداني الأمر على العمل، يحدوني عليه حدْوًا؛ ولا تقل: حدا بي الأمر إلى العمل.

6. قل: رجَعت الكتاب إلى صاحبه رجْعًا، فأنا راجع له، وهو مرجوع إليه، والكتاب مرجوع؛ ولا تقل: أرجعت الكتاب إلى صاحبه إرجاعًا؛ إلا في لغة هذيل، وما نحن وهذيل؟

قال الله عز وجل: (فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ) [طه 40]؛ وقال: (فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ) [التوبة 83]؛ [وقال:] (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ {8} يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ {9}) [الطارق].

ولم يقل: على إرجاعه؛ وقال: (وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى) [فصلت 50]؛ ولم يقل: أُرجعتُ؛ والفعل الثلاثي يفضل على الرباعي، إلا إذا ورد النص على العكس، كأوحى الله، فهو خير من وحى الله؛ [و]كأغفى فلان، فهو خير من غفا فلان.

7. قل: غردت النساء، وهلَّلت النساء، وسمعنا أغاريد النساء وتغاريدهن وتهاليل النساء؛ ولا تقل: زغردت النساء، وسمعنا زغردة النساء، وزغاريدهن؛ والظاهر أن "الزغاريد" بمعنى تهاليل النساء لغة عامية مصرية؛ ولكن العراقيين لا يعرفونها؛ قال الشيخ نصر الهوريني في تعاليقه على القاموس في مادة الزغردة:----.

8. قل: بقيت الكتيبة تحت نقمة المدافع؛ ولا تقل: بقيت تحت رحمة المدافع.

9. [قال المؤلف]: ورد علي كتاب من الأستاذ الفاضل الأديب المهذب حكمة البدري أحد موظفي كلية الشريعة، ينبه فيه على أن النطق الصحيح بإسم شهر تموز هو تَموز، بفتح التاء، وقد احتج لذلك احتجاجًا صرفيًا بالغًا، وهو مصيب جزاه الله خيرًا، وجعله قدوة للآخرين. [انتهى بتصرف]

10. قل: استدام فلانٌ الشيءَ فهو [أي الشيء] مستدام؛ ولا تقل: استدام الشيءُ فهو مستديم.

11. قل: تمادَوا في جهالتهم، وتحدَّوا غيرَهم واختفوَا في الغابة أمس؛ ولا تقل: تمادُوا في جهالتهم، وتحدُّوا غيرهم، واختفُوا في الغابة أمس.

12. قل: دقَّق النظر في الأمر والشيء تدقيقًا، وأدقَّه إدقاقًا، أي تبيَّن فيه، (يتبين تبيُّنًا)، وأعمل فيه فكره؛ ولا تقل: دقق الأمرَ والشيءَ، بهذا المعنى؛ وذلك لأن تدقيق الشيء وإدقاقه هما جعله دقيقًا [أي ناعمًا].

وليس هذا هو المعنى المراد؛ وإنما المراد جعل النظر إليه دقيقًا، للاطلاع على الصغير والكبير والخفي والظاهر والغامض والواضح؛ ويجوز حذف النظر وما يقوم مقامه كالفكر، فيقال: دقق فلان في الأمر والشيء، أي دقق النظر أو الفكر----؛ فدققْ نظرك، أيّدك الله وأدقَّه، تجد صحة ما ذكرت لك.

13. قل: المادة الحاديةَ عشْرة من القانون، والثانيةَ عشْرةَ من القانون، والثالثةَ عشْرة من القانون؛ وهكذا قل، إلى التاسعةَ عشْرةَ من القانون؛ ولا تقل: المادة الحاديةَ عشَرَ، ولا المادة الثانيةَ عشرَ من القانون، إلى التاسعةَ عشرَ من القانون.

14. قل: افترص الفُرصة، بضم الفاء، وانتهزها واهتبلها؛ ولا تقل: الفِرصة.

15. قل: شيء معَدّ ومعتَدّ ومحْضَر؛ ولا تقل: شيء جاهز؛ فالجاهز إذا عُدَّ مشتقًا من الفعل (جهز) كان معناه إسراع القتل---؛

وقد يكون للجاهز وجه لغوي، إذا استعمل بمعنى (ذي جهاز)، كأن يقال (مطبعة جاهزة) أي ذات جهاز، و(مدفع جاهز) أي ذو جهاز، قياسًا على قول العرب (فلان رامح) أي ذو [رمح، وتامر أي ذو] تمر، ودارع أي ذو درع.

16. قل: عدَّل الشيء، أو قوَّمه، أو أصلحه، أو طوَّره، أو عدَّل منه، أو قوَّم منه، أو أصلح منه، [أو] حوَّله؛ ولا تقل: حوره، ولا أدخل عليه تحويرًا، بهذا المعنى.

17. قل: أُحيل فلان على معاش التقاعد، وأحال عليه بحوالة [كذا]، وأحال على الكتاب المذكور؛ ولا تقل: أحال إليه، بهذا المعنى؛ وذلك لأن في معنى الإحالة تسليطًا وتحميلًا وتكليفًا للمحال عليه، فينبغي استعمال "على"، سماعًا وقياسًا.

18. قل: حاول فلان فحبطت محاولته حبوطًا وحَبْطًا، وسعى فذهب سعيه جفاءًا، وذهب سعيه باطلًا أو هدرًا أو كان بغير طائل ولا فائدة؛ ولا تقل: حاول فلان عبثًا، ولا عبثًا حاول، ولا سعى عبثًا، ولا عبثًا سعى.

19. قل: استند الشيءُ إلى غيره، أو أسندته إليه؛ ولا تقل: استند عليه، أو أسندته عليه؛ وذلك لأن الإسناد والاستناد يقعان على الشيء الثابت، من إحدى الجهات، لا من جهة العلو، فينبغي استعمال (إلى) وترك استعمال (على) لأن (على) تفيد الاستعلاء أي الوقوع على الشيء من أعلى لا من الجانب.

20. قل: وجدت الشيء المجهول والرقم المجهول، فجِدْ ذينك المجهولَين؛ ولا تقل: فأوجدْ ذينك المجهولين.

21. قل: فلسطين السليب والبلاد السليبة؛ ولا تقل: فلسطين السليبة؛ وذلك لأن الصفة التي على وزن فعيل بمعنى مفعول إذا بقيت على الوصفية والإفراد، فإنها لا تحتاج إلى علامة تأنيث.

بل تبقى مشتركًا فيها المذكر والمؤنث---؛ هذا وعند الجمع يقال: (البلاد السليبة) و(الأخلاق الحميدة).

والتاء في السليبة والحميدة هي تاء الجمع، وإن كانت مشعرة بالتأنيث، فهي كتاء المعتزلة والمارة والنظارة والسابلة والناقلة والجالية والقافلة والأيام المعدودة.

22. قل: ترجَّح بين الأمرين، وميَّل بينهما؛ ولا تقل: تأرجح بين الأمرين.

23. قل: هذا يكفي في البيان؛ ولا تقل: هذا يكفي للبيان؛ و[قل]: هو كافٍ في البيان، لا هو كافٍ للبيان.

24. قل: تبقيت الشيءَ فهو متبقَّى؛ ولا تقل: تبقى الشيءُ فهو متبقٍّ؛ وقل: هذا المتبقَّى من المال والدنانير؛ ولا تقل: هذا المتبقي، بالياء.

25. قل: تثبت فلان في الأمر، وينبغي التثبت في ذلك؛ ولا تقل: تثبت فلان من الأمر، ولا تقل: ينبغي التثبت من الأمر----؛ وليس حرف الجر (من) من الحروف الظرفية، فلذلك لا يجوز أن يقال: (تثبت من الأمر)، بمعنى (تثبت فيه).

كما لا يقال: جلس من الكرسي بمعنى [جلس عليه، ولا وقف من التل] بمعنى وقف على التل.

26. قل: هو يفعل ذلك آونةً [أي أحيانًا]، ويفعله بين أوانٍ وآخر؛ ولا تقل: هو يفعل ذلك بين آونة وأخرى؛ [الآونة جمع أوان، مثل أزمنة جمع زمان].

27. قل: فتيان العراق الشُّوس البسلاء؛ ولا تقل: فتيان العراق الأشاوس.

28. قل: توفي فلان فهو متوفَّى وتوفيت فهي متوفّاة؛ ولا تقل: فلان متوفٍّ وفلانة متوفِّية.

29. قل: كانت الجَلسة الأولى جِلسةً صاخبة؛ فالجلسة الأولى للعدد، والجلسة الثانية للهيأة؛ ولا تقل: كانت الجِِلسة الأولى، ولا تقل أيضًا: كانت جَلسة صاخبة.

30. قل: هذا الكتاب مفيد وإنْ كان صغيرًا؛ ولا تقل: هذا الكتاب مفيد وإنْ يكن صغيرًا.

31. قل: حصل فلان على الشيء يحصل عليه؛ ولا تقل: حصَلَ عليه ولا حصّل عليه.

32. قل: كان صوته مدَوِّيًا، وقد دوّى صوته يدوّي تدوية؛ ولا تقل: كان صوته داويًا، ولا دوى صوته يدْوي.

33. قل: مُدْية، وجمعها مُدَى؛ ولا تقل [أي في جمعها]: مُدْي.

34. قل: زعُم فلان يزعُم زعامةً فهو زعيم؛ ولا تقل: تزعم فلان يتزعم تزعمًا؛ [الزعامة هي السيادة والرياسة]---أما (تزعَّم) فقد ذكرت كتب اللغة أنه بمعنى (تكذَّب)، ومعنى (تكذّب) تكلف الكذب، أو احترف به---.

35. قل: هذان الشيئان مزدوِجان، والجزآن المزدوِجان؛ ولا تقل: هذان مزدوَجان، ولا الجزء المزدوَج.

36. قل: هذا حقك فإما أن تحفظه، وإما أن تضيعه (بكسر همزة إما)؛ ولا تقل: فأمّا أن تحفظه، وأما أن تضيعه (بفتح الهمزة [من اما]).

37. قل: الؤتمرات الآسَويّة والأشكال البَيَضيّة؛ ولا تقل: المؤتمرات الآسيوية والأشكال البيضوية.

38. قل: هو لا يُعنَى بما سوى حاجاته، أو لا يُعنَى بسوى حاجاته، على غير الفصيح، بإدخال الباء على سوى؛ ولا تقل: هو لا يُعنى سوى بحاجاته.

39. وهنا هجم بلا هوادة على المترجمين للروايات والممثلين ونحوهم ممن كانوا سببًا في إفساد لغة الناشئة، وختم وصف حالهم بقوله: (وهذا هو الجهل المركب القائم على الدعوة الباطلة والملكة العاطلة، والرياء والادعاء، أعاذنا الله تعالى منهما).

40. قل: سبق أن قلنا ان البرد قارس، كما ان الريح شديدة، ولا بد من أن تتغير، ولا بد أن تتغير؛ ولا تقل: سبق وقلنا، ولا تقل: كما وأن الريح شديدة؛ ولا تقل: ولا بد وأن تتغير؛ وذلك لأن الفعل (سبق) يحتاج إلى فاعل ظاهر أو مؤول.

41. قل: اضطَرَّه الزمان إلى الإذعان، واضطُرَّ هو؛ ولا تقل: اضطَرَّه [لعلها هنا تضبط هكذا: اضطُرَّه] الزمان على [في المطبوعة إلى] ذلك؛ [ولا تقل: اضطَرَّ هو إلى ذلك]، لأن اضطر من الأفعال المتعدية بأنفسها.

42. قل: الدَّأب والديدن والشاكلة والطريقة والسنة والجديلة؛ ولا تقل: الروتين بمعنى الاستمرارعلى فَعْل فِعْلٍ واحد؛ والروتين كلمة فرنسية لها عدة معان.

منها الاستمرار على عمل بعينه، كأنه عادة، وهو المراد هنا، وقد سمت العرب ذلك الدأب والديدن والشأن والهجيرى والعادة والوتيرة والمذهب والطريقة والشاكلة والسنة؛ وأخفها في هذا المعنى الدأب والشاكلة.

43. قل: اجتمع أمس فلان مع الرئيس فلان؛ ولا تقل: يجتمع فلان مع الرئيس أمس؛ لأن الاجتماع قد جرى أمس، فينبغي أن يستعمل له الفعل الماضي---.

44. قل: أصبحنا بخير وتصبحون بخير؛ ولا تقل: أصبحنا على خير، ولا تقل: تصبحون على خير.

45. قل: أهَمِّيَّة الشيء، بتشديد الميم وفتح الهاء؛ ولا تقل: أهْمية الشيء، بتسكين الهاء.

46. قل: هو ثقة من قوم ثقات؛ ولا تقل: من قوم ثقاة؛ فالثقة مصدر [اسـ]ـتعمل صفةً، فجمع جمع الأسماء.

مثل هبة وهبات، وترة وترات----؛ وقولنا (ثقاة) يعني أن مفرده (ثاقي)، نحو قاضي، وهو غير موجود أصلًا.

47. قل: حُمولة الباخرة ألف طن، بضم الحاء؛ ولا تقل: حَمولة الباخرة، بفتح الحاء.

48. قل: قصد إليه قصدًا، وذهب إليه قاصدًا، وذهب إليه بلا تلبُّث ولا تمكُّث؛ ولا تقل: ذهب إليه مباشرة----؛ فاستعمال (المباشرة) بمعنى القصد.

هو من أسوأ [ترجمات] المترجمين الماضين الذين يفتخرون بإتقانهم اللغات الأعجمية كالفرنسية والانكليزية، ولا يُعنَون باللغة العربية تهاونًا بها وزراية عليها؛ ولكن العربية قوية أيِّدة قاهرة؛ وستبقى كذلك أبد الآبدين.

49. قل: نقص المبلغ ثلاثة أفْلُس، أو أربعة أفلُس، وهلم جرًا، إلى عشرة أفلس؛ ولا تقل في الفصيح: ثلاثة فلوس، ولا أربعة فلوس، حتى العشرة؛ لأن الأفلس جمع قلة، وهو من الثلاثة إلى العشرة؛ فإذا زاد المبلغ على ذلك قيل: فلوس؛ [وكذلك القول في الكلمات التي على هذا الوزن أو نحوه، مثل شهر أشهر شهور].

50. قل: خصم أَلَدّ، وخصوم لُدّ؛ ولا تقل: خصوم أَلِدّاء.

51. قل: فتحت في الشيء فُتحة [مثل فُرجة وحُفرة وثُلمة]؛ ولا تقل: فتحت في الشيء فَتحة----؛ أما الفَتحة، بفتح الفاء، فهي مصدر المرة، تقول: فتحت الباب فتحة واحدة، وفتحت هذه البلاد قديمًا فَتحتين---؛ فقل: ما أوسع هذه الفُتحة، ولا تقل: ما أوسع هذه الفَتحة، يفتح الله عليك باب الصواب.

52. قل: أقام بسورية من بلاد الشام؛ ولا تقل: أقام بسوريّا ولا سوريا.

53. قل: هذه مسَوّدة الكتاب لا مبَيَّضته؛ ولا تقل: هذه مُسْوَدّة الكتاب لا مُبْيضته؛ وذلك لأن المسَودة اسم مفعول من سوّد فلان الكتاب أي كتبه، والكتابة تسمى أيضًا تسويدًا---.

54. قل: ابُتليَ فلان بعدو شديد فهو مبتلَى؛ ولا تقل: ابتَلى فلان بعدو شديد فهو مبتلٍ.

55. قل: فلان شقي من الأشقياء؛ ولا تقل: شقي من الشقاة؛ وذلك لأن الشقي صفة مشبهة من شقي فلان يشقى شقاءًا إذا لم يكن سعيدًا ولا رفيغ العيش هنيئه؛ ثم استعملته العامة للعيّار والمفسد واللص والشاطر، لأن أفعاله تؤدي إلى الشقاء، أو شقاء النفس في الآخرة؛ وهو مثال لتطور معاني الألفاظ عند العامة.

56. قل: هذا الأمر له الأهمية [العظمى]، أو أهميته عظمى الأهميات، بالتعريف؛ ولا تقل: له أهمية عظمى، بالتنكير.

57. قل: الحالة الحاضرة، أو الحال الحاضرة، أو الحالة العارضة، أو الحالة الطارئة، أي غير الدائمة ولا الثابتة؛ ولا تقل: الحالة الراهنة؛ وذلك لأن الراهنة هي بمعنى الثابتة والدائمة، في الغالب، وبمعنى الحاضرة، نادرًا---.

58. قل: ما أجملَه، وما أجملَها، وما كان [أجمله، وما كان] أجملَها؛ ولا تقل: كم هو جميل، وكم هي جميلة------؛ [فهذان التعبيران] من العبارات المترجمة ترجمة حرفية من اللغات الغربية، ترجمها الذين يحْسنون لغات الأعاجم ولا يحسنون اللغة العربية، تهاونًا بها؛ قاتلهم الله؛ فإنهم لو أرادوا أن يحْسنوها لأحسنوها.

59. قل: أنا واثق بالأمر، ومتثبت فيه، ومتبينٌ له، ومتحقق له، وقد وثقت به، وتثبتُّ فيه، وتبينتُه وتحققتُه؛ ولا تقل: أنا واثق من الأمر، ولا متثبت منه، ولا متحقق منه، ولا وثقت منه، ولا تحققت منه، ولا تثبت منه.

60. قل: أوقات الدِّوام، والمداومة؛ ولا تقل: أوقات الدَّوام.

61. قل: يربح فلان ما دام صادق المعاملة؛ ولا تقل: يربح طالما هو صادق.

62. قل: هو موظف فشِلٌ وفشيلٌ؛ ولا تقل: هو فاشل.

63. قل: استبدلتُ الشيءَ الجديد بالشيء القديم الذي عندي؛ ولا تقل: استبدلتُ الشيءَ القديمَ الذي عندي بالشيء الجديد----؛ ويجوز وضع كلمة (مكان) موضع الباء البدلية، تقول: "استبدلت دكانًا مكانَ داري".

و"استبدلت مكانَ داري دكانًا"؛ ومنه قوله تعالى في سورة النساء (وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارًا فلا تأخذوا منه شيئًا).

فالزوجة الأولى هي الجديدة، والزوجة الثانية هي المطلقة؛ ويستعمل الفعل "تبدّل "كإستبدل، قال تعالى: (وآتوا اليتامى أموالهم، ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب)، فالخبيث هو الجديد، والطيب هو القديم عندهم.

64. قل: هذا المسابق قد سابق من قبلُ، وهذا المشارك لم يشارك من قبل؛ ولا تقل: هذا المتسابق قد تسابق من قبلُ، ولا: هذا المشترك لم يشترك من قبل.

65. قل: [التقيت فلانًا في المجلس]، وسألتقي أنا وفلان، و[نلتقيهم غدًا]، ونلتقي نحن والقادمون، والتقيا هما وأصحابهما؛ ولا تقل: سألتقي فلانًا [إلا عند إرادة الفردية]، و[لا تقل:] سألتقي وإياه، وما أشبه ذلك؛ وقل: نلتقي نحن وأنتم؛ ولا تقل: نلتقي وإياكم.

66. قل: بدأ بالعمل، وشرع في العمل؛ ولا تقل: بدأ في العمل، ولا شرع بالعمل.

67. قل: رَبَكه الحادث يربكه ربكًا، فالحادث رابك، وهو مربوك؛ ولا تقل: أربكه إرباكًا فالحادث مُربِك وهو مربَك.

68. قل: الأوراق الخضر، والأعلام الصفر؛ ولا تقل: الأوراق الخضراء، والأعلام الصفراء.

69. قل: هو مصرِّح، [ومصْرِح]، ومن ذوي التصريح، وأهل التصريح، وهو صارح، أو صريح القول، في الأقل؛ ولا تقل: هو صريح، فقط، بهذا المعنى.

70. قل: هذا فعل شائن يَشينُ صاحبَه شينًا؛ ولا تقل: مُشين يُشين صاحبَه إشانةً.

71. قل: القنابِل والبراعِم والدراهِم، (بكسر الحرف الرابع أي الحرف الذي قبل آخر الكلمة)؛ ولا تقل: القنابُل والبَراعُم والدراهُم؛ وكذلك تلفظ جميع الجموع التي على هذا الوزن كالخنافِس والزوارِق والبيارِق؛ [قلت: والتراجِم].

72. قل: شهور كثيرة، وأشهر قليلة؛ ولا تقل: شهور قليلة، وأشهر كثيرة؛ وذلك لأن الشهور جمع تكسير للكثرة، فهو على وزن فُعول، فلا يمكن أن تكون عدته قليلة----؛ ويشمل جمع الكثرة من العشرة [بالأصل الشعرة] إلى ما لا حدَّ له؛ أما الأشهر فهو جمع تكسير للقلة، أي لأدنى العدد؛ وهو من الثلاثة إلى العشرة، فلا يصح وصفه بالكثرة----

وهذا من أخص الخصائص في اللغة العربية، أعني أن يقدَّر العدد بلفظ الجمع تقديرًا عامًا، ويعلَم أنه قليل أو كثير؛ فقل: شهور كثيرة، وأشهر قليلة، ولا تقل: شهور قليلة وأشهر كثيرة؛ هذا على سبيل التأكيد؛ وإلا فقل: شهور، للكثير، وأشهر، للقليل.

73. قل: ينبغي لك أن تتروض، ولا تتركِ الروضَ؛ أي ينبغي لك أن تَرُوضَ بدنَك، أو تُروِّضه بأفعال الرياضة المعروفة؛ ولا تقل: ينبغي لك أن تتريض، ولا تتركِ التريض.

74. قل: برَح فلان العاصمةَ، يَبْرَحها بَراحًا، بفتح الباء؛ ولا تقل: بارح فلان العاصمةَ مبارحةً وبِراحًا، بكسر الباء.

75. [قل: استُقِلَّ فلانٌ في طائرة، وركبَ سيارةً]؛ ولا تقل: استقلَّ فلانٌ [طيارةً أو] سيارةً؛ لأنه [يعني استقلها] بمعنى حملها، فيصير الحامل محمولًا، والناقل منقولًا---؛ وأحسن استعمال لـ(استقل) أن يقال: (استُقِلّ فلان في طائرة، وركب سيارة.

76. قل: خصصته به، فهو مخصَّص به، وخاص به؛ ولا تقل: خصصته له، ولا هو خاص له.

77. قل: في هذه الدار خمس حجر، وثلاث غرف، إذا كانت ذات أبيات خمسة على وجه الأرض، وأبيات ثلاثة في الطبقة الأولى.

ولا تقل: في هذه الدار ثماني غرف؛ وذلك لأن الحجرة غير الغرفة، والغرفة غير الحجرة، ولو كانت كل منهما تسمى بيتًا، تشبيهًا ببيت الشعَر الذي هو الأصل---؛ فالغرفة يجب أن تكون في الطبقة الأولى، والحجرة ينبغي أن تكون مبنية على وجه الأرض.

78. قل: كانوا نحوا من خمسين رجلًا، وزهاء خمسين رجلًا، وقرابة خمسين رجلًا، وكان المبلغ نحوًا من ثلاثين دينارًا؛ ولا تقل: كانوا حوالي خمسين رجلًا، ولا كان المبلغ حوالي ثلاثين دينارًا.

79. قل: ينبغي استجماع الشروط المقتضاة؛ ولا تقل: هي الشروط المقتضِية.

80. قل: ازدراه يزدريه ازدراءًا، أي احتقره احتقارًا؛ ولا تقل: ازدرى به؛ وذلك لأن "ازدراه" بمعنى احتقره وتنقصه، وهو متعدٍ بنفسه إلى مفعوله؛ كما يقال: عابه وذمه وثلبه؛ فلا حاجة إلى زيادة الباء---؛ وهذا الغلط ليس بحديث، فقد وقع في مثل كلام ابن حجر العسقلاني، في القرن التاسع للهجرة، كما في كتاب (رفع الإصر عن قضاة مصر).

81. قل: أذعن له، يُذعِن إذعانًا، وخضع له خضوعًا، وأطاعه إطاعةً، وائتمر بأمره [ائتمارًا]، وما أشبه ذلك؛ ولا تقل: رضَخ له، بهذا المعنى؛ وذلك لأن (رضخ يرضخ رضخًا) معناه كسر أو حطم، أو أعطى قليلًا من المال، أي كسر من المال، فلا صلة له بالإذعان والطاعة والاستسلام والخضوع والائتمار وما أشبه ذلك.

82. قل: تسلمت المبلغ وحققت تسلُّمَ المبالغ؛ ولا تقل: استلمت المبلغ، وحققت استلام المبالغ.

83. قل: آجَرَ دارَه إيجارًا، أي أسكنها غيرَه بأُجْرة؛ ولا تقل: أجَّرها تأجيرًا؛ فمعنى (أجَّرها) [وضع] فيها الآجرّ، وهو الذي نسميه الطابوق.

هذا لصاحب الدار متولي أمرها.

أما الساكن فيها بأجرة فيقول: (استأجرت الدار استئجارًا)، وهو مستأجِر؛ وتقول: (دفعت بدل الاستئجار إلى مؤجر الدار)، أي صاحبها ومتولي أمرها، فهو مؤجر وأنت مستأجر.

84. قل: أسهبَ فلانٌ في كلامه، فهو مسهِب، أو أُسْهِب، فهو مسهَب، وكلامه مسهَبٌ فيه؛ ولا تقل: كلامه مسهَب، بغير جار ومجرور.

85. قل: أعجبني هذا القَصَصُ، وأعجبتني هذه القِصَص؛ ولا تقل: أعجبتني هذه القَصَص---؛ فالقَصص اسم مفعول قديم بمعنى المقصوص، [فهو مذكر لا مؤنث]؛ وأما القِصص، بكسر القاف، فهي جمع قصة، بمعنى الخبر والحكاية والرواية، [وهي مؤنث]---؛ وتُجمع القِصة على قِصص، كإِربة وإِرَب.

86. قل: ينبغي استجماع الشروط المقتضاة؛ ولا تقل: هي الشروط المقتضية.

87. قل: جَدَب فلانٌ أعمالَهم؛ ولا تقل: شَجَب فلانٌ أعمالَهم.

88. يقال: أكَّدتُ الأمرَ والوصيةَ والكتابَ، أُؤكِّده تاكيدًا، ووكّدتُها توكيدًا؛ ولا يقال: أكَّدتُ على الأمرِ، وعلى الوصية، وعلى الكتاب.

89. يقال: تأكَّد عندي الأمرُ، وتأكَّد عندنا الخبرُ، فالأمر متأكِّد، والخبر متأكِّد؛ ويقال--- (تأكدتُ الأمرَ) و (تأكدتُ الخبرَ)، قياسًا على قول العرب (تبينتُ الأمرَ) و (تحققتُ الخبرَ) و (تعمدتُ الإعراضَ) و (تحريتُ الحقيقةَ)؛ فما قيس من كلام العرب فهو من كلامهم.

ولا يقال: تأكدتُ من الأمرِ، ولا تأكدتُ من الخبر، ولا تأكدتُ من المبلغ.

90. يقال: جدَبَ تصريحَ فلانٍ يجدبه جدبًا، أي عابه، وجَدَبَ سياسة فلان---؛ ولا يقال: شجب تصريحَ فلان وشجب سياسة فلان.

91. يقال: هُوِيّة الإنسان، أي حقيقته وبيان حاله---؛ ولا يقال: الهَوِية.

92. قل: بحثت عنه، فإذا أنا به واقفًا تحت الشجرة؛ ولا تقل: فإذا أنا به واقفٌ تحت الشجرة.

93. قل: هي صبورٌ على عملها وفخورٌ به، وهو صبورٌ على عمله وفخورٌ به، وهن فخر وفخائر؛ ولا تقل: هي صبورةٌ على عملها فخورةٌ به.

94. قل: شهر جُمادَى الأولى وجُمَادى الآخرة؛ ولا تقل: جَماد الأول، وجَماد الثاني.

95. يقال: سِرْنا وإذا نحن برجل يستغيث، وبحثنا عن الشيء واذا به مطروحًا خلف الدار؛ ولا يقال: سرنا وإذا بنا كذا وكذا؛ ولا يقال: بحثنا عنه وإذا به مطروح خلف الدار.

والسبب في ذلك أن (إذا) الفجائية لا يفاجأ بها المتكلم نفسه، فأصل العبارة (سرنا وإذا نحن باصرون برجل يستغيث، أو ظافرون به، أو شاعرون به، أو عاثرون [به]، أو ما أشبه ذلك؛ فكيف يصح أن يقال: (سرنا وإذا بنا شاعرين برجل يستغيث)؟!

فالصواب (سرنا وإذا نحن شاعرون برجل يستغيث)، وتحذف كلمة (شاعرون)، فتكون الجملة (وإذا نحن برجل يستغيث)، ويجوز حذف (نحن) فتكون الجملة (وإذا برجل يستغيث)---.

96. يقال: تقدمٌ مطَّرِدٌ، وتعليم مختلِط، وجندي مرتزِق، وشيء مزدوِج؛ ولا يقال: مطَّرَد ولا مختلَط ولا مرتزَق ولا مزدوَج.

97. يقال: تقدُّم مطّرِد بالطاء المشددة؛ ولا يقال: مضْطَرِد، بالضاد؛ وذلك لأن المطّرد مشتق من مادة (الطرد)، وهي الطاء والراء والدال، وليس فيها ضاد؛ فالقائلون (مضطرد)، ليت شعري من أين أتوا بالضاد؟!

فليس في العربي (ضرد) حتى ينقل إلى (افتعل) ويكون بالإبدال (اضطرد)، كما هو الحال في (ضرب) الذي اشتق منه (اضطرب) فهو (مضطرب)؛ ولم يجئ في الإبدال المطرِد إبدال الطاء الأول ضادًا.

98- يقال: طبيب إخْصائي وأَطِبّاء إخْصائيون؛ ولا يقال: طبيب أَخِصّائيّ، ولا أطبّاء أَخِصّائيون؛ فالإخْصائي منسوب إلى الإخصاء؛ ذكر الفيروزابادي في (القاموس) أنهم قالوا: (أخصى فلانٌ: إذا تعلم علمًا واحدًا)؛ فظن واضع الاصطلاح أن (الإخصاء) هو للمدح والتنبيه والتنويه، [أي لأنه دال على التخصص والتبحر في ذلك العلم]، فنسب إليه على صورة (إخْصائي)؛ وهذا النسب مخالف للذوق واللغة---.

وأنا أظن أنه قد وقع في هذه المسألة سقْطٌ أو خطأ مطبعي أو نحو ذلك، فشرح المؤلف دال على ما ظننتُه، ثم إن هذه المسألة قد تقدمت (ص80) وقد قال المؤلف هناك:

(قل: متخصص بالعلم، ولا تقل: إخْصائيّ به؛ وذلك أن (الإخْصائي) [قال في الهامش: ومن الناس من يقول (أخِصّائي) على وزن (أحبّائي)، كأنه جمع (خَصيص)، وليس ذلك بصواب في التلفظ؛ فيكون به الغلط مضاعفًا] على وزن الإعداميز

إنما هو منسوب إلى الإخصاء، على وزن (الإعدام)؛ والإخصاء مشتق من (الخصِيّ) أي المَخصيّ؛ قال جار الله الزمخشري في (ربيع الأبرار)، وهو كتاب مشهور: (إن من لا يعلم إلا فنًا واحدًا من العلم ينبغي أن يسمى "خصيّ العلماء")؛ والسبب في ذلك أن الوقوف على علم واحد عند القدماء كان عجزًا وعيبًا.

[و]من لفظ (الخصي) المذكور أخذوا الفعل (أخصى يُخصي)، والمصدر (الإخصاء)؛ فمعنى (أخصى فلان) هو: (صار خصيًا في العلم)، مثل أثرى أي صار ثريًا، وأفصح بمعنى اصبح فصيحًا.

قال مؤلف (القاموس): (وأخصى: تعلم علمًا واحدًا)؛ وفي قوله إشارة إلى أنه لم يتقن العلم الواحد؛ ولو كان فيه دلالة على الإتقان لقال: (تعلم علمًا واحدًا وأتقنه وبرع فيه ومهر فيه وتبحر فيه) وما إلى ذلك؛ فالإخصاء أقرب إلى الذم من المديح [في الأصل التصريح] به.

ثم إن قباحة اللفظ تدل على قبح معناه؛ وقد أحسَّ بذلك من اختاره لتأدية معنى (سبيسيا ليسْت) الفرنسية، فاجتنب اسم فاعله القبيح، وهو المُخصي، على وزن المُثري، وأخذ مصدره (الإخصاء)، ونسب إليه، ليغطي على عواره ويستر من شَينه، مع أن العرب تقدم اسم الفاعل والصفة المشبهة على غيرهما في مثل هذا المعنى؛ لذلك قالت: (الرازق والمفسِد والمستقصي)، ولم تقل: (الرزْقي والإفسادي والاستقصائي)؛ وقالت: الشريف، ولم تقل: الشرفي، لتأدية معناه.

فأنت ترى أن الإخصائي اسم قبيح في المعنى وغلط في الوضع). انتهى.

قلت: (ووجه الغط في وضع المتأخرين إياه لهذا المعنى هو – كما تقدم – أنهم أرادوا به التبحر والاتقان والبراعة في ذلك العلم، وليس هذا معناه عند القدماء، بل هو مشعر بضد تلك المعاني، أعني الاتقان ونحوه).

ثم كَتب المؤلف في الهامش ما لفظه:

(من أدلتنا على صحة "المتخصص" قولُ القفطي في ترجمة ابن عبد الأعلى المنجم المصري: (وعلي هذا من المتخصصين بعلم النجوم، وله مع هذا أدب وشعر).

99. يقال: استأجرت دارًا لأسكنها، فأنا مستأجر، وقد دفعت أجرتَها، أي بدل سكناها؛ ولا يقال: أنا مؤجِّر، ولا مؤجّرها، لهذا المعنى؛ فصاحب الدار مؤجِّر، وأنا مستأجر، وفعله إيجار، وفعلي استئجار.

100. يقال: هو رجل بائس، أي شديد الحاجة، وقد بَئِس يبأس بُؤْسًا، وجمع البائس المشهور هو بائسون.

ولا يقال بهذا المعنى: بُؤَساء، لأن البُؤَساء جمع البئيس أي الشجاع؛ فالبؤساء هم الشجعان الأشداء؛ وإطلاق صيغتهم هذه على البائسين من الخطأ المبين الذي لا يجوز التسامح فيه ولا التساهل.

101. يقال: هذا الأمر بديهي أو طبيعي، في النسبة إلى البديهة والطبيعة والكنيسة [كذا].

ولا يقال: بَدَهيّ وطَبَعي؛ لأن العرب لم تحذف الياء من أمثال هذه الأسماء إلا إذا كانت من الأعلام المشهورة، كقبيلة ثقيف وعتيك وبجيلة، وجزيرة ابن عمر؛ فقالوا: ثقفي، وعتكي، وبجلي، وجزري---.

102. يقال: مَسح الأرض يمسحها مَسحًا، للقليل منها، ومِساحةً، للكثير؛ ولا يقال: مَساحةً، بفتح السين؛ و[يقال] مديرية المِساحة، لا مديرية المَساحة؛ وكذلك القول في الصناعة والزراعة والنجارة والعِطارة والحِدادة والبِزازة، والبِوابة، مهنة البواب، وأمثالها.

103. يقال: البِيئة [في الأصل البيأة]، للمنزل وما أشبهه، والحالة وما أشبهها؛ ولا يقال: البَيأة---.

104. قل: تكلم على مختلِف الشؤون، بكسر اللام من مختلف؛ ولا تقل: مختلَف الشؤون، بفتح اللام.

105. قل: عَرْصة؛ ولا تقل: عَرَصَة.

106. قل: هو عالم بذلك، وذو علم، وعليم به، ومتبحر فيه، وذو تبحر، وخبير به، وواسع الاطلاع عليه؛ ولا تقل: له إلمام واسع به، بهذا المعنى؛ وذلك لأن الإلمام هو أدنى المعرفة؛ وهو مأخوذ من قول العرب (ألممتُ بفلان إلمامًا).

ويقال أيضًا: (ألممتُ عليه)، وألمّ فلان بالذنب، أي قاربه؛ فالإلمام هو النزول، والزيارة غِبًّا، والمقاربة---؛ وقد أوضح الزمخشري مقدار الإلمام في المعرفة، في (أساس البلاغة) قال: (وألمّ بالأمر: لم يتعمق فيه.

وألمَّ بالطعام: لم يسرف في أكله)؛ فالإلمام من ألفاظ القلة والمقاربة؛ ولذلك لا يجوز استعماله للكثرة، ولو كان ذلك مع الوصف بها؛ وقولنا (إلمام واسع) هو كقولنا (شيء قليل كثير)، و (شيء ضيق واسع)؛ وهما من الأقوال المتهافتة.

107. قل: لَمَسَ فلانٌ الشيءَ، يلمِسُهُ ويلمُسُهُ؛ ولا تقل: لمِسَهُ يلمَسُه؛ فلم يُسمع ذلك عن العرب---.

108. قل: هذه مسابقة حسنة، وظاهرة حسنة، وعلامة حسنة، وأمارة حسنة، وطالعة حسنة؛ ولا تقل: بادرة حسنة؛ وذلك لأن البادرة عند إطلاقها عند العرب، تدل على غير الحسن؛ إذا كانت بادرة إنسان وكانت معنوية لا مادية-.

109. قل: أَمَلْتُ الشيءَ، آملُهُ أمْلًا، وأمّلْتُه أؤمّلة تأميلًا، أي رجوته؛ ولا تقل: تأمّلتُه بمعنى رجوتُه؛ وذلك لأن أصل الفعل هو (أمَل يأمُل أمْلًا)، كـ(نصَر ينصُر نصرًا)---؛ أما (تأمَّل فلان الشيء، يتأمله تأملًا) فله معنى آخر؛ وهو التثبت في النظر إليه.

110. قل: ورد علينا كتابٌ، ووردت علينا بضاعةٌ؛ ولا تقل: وردنا كتابٌ، ووردتنا بضاعة.

111. قل: ثبت الجيش في القتال، وصبر على القتال، وقاوم [هذه الكلمة طُمس بعضها فاجتهدت في قراءتها] وصابر؛ ولا تقل: صمدَ الجيش، إلا [في الأصل: لا] بمعنى تقدم نحو العدو.

112. قل: توفرت الشروط في الأمر الفلاني؛ ولا تقل: توافرت الشروط فيه؛ وذلك لأن معنى (توفرتْ) بلغت العد [كذا ولعلها العدد – وهو الأقرب - أو الحد] المطلوب والحال المرادة والحد المعين؛ أما معنى (توافرت) فهو تكاثرت.

113. قل: جرت مفاوضات دُولية، للمفاوضات التي تكون بين الدول، جمهرة دُوَل [كذا، ولعل كلمة الدول زائدة، أو سقط بعدها كلمة (أو) أو (أي)]؛ ولا تقل: جرت مفاوضات دَوْلية، ولا المفاوضات الدَّوْلية؛ لذلك المعنى.

114. قل: رأيتُ نيفًا وعشرين رجلًا؛ ولا تقل: رأيتُ عشرين رجلًا ونيفًا.

115. قل: تساهلت على فلان في هذا الأمر، أي لنت له، ولم أتشدد عليه، ولم أُداقّه الحساب، وغمضت [كذا] عنه؛ ولا تقل: تساهلت مع فلان.

116. قل: النماء طريق إلى الفضاء، إن صحَّ القولُ؛ ولا تقل: إذا صح القول.

الكاتب: سالم مبارك الفلق